الأربعاء، 27 فبراير 2013

موطن حضارات

وادي الدواسر (أثار)

يتميز وادي الدواسر عن غيره من مناطق مملكتنا الحبيبة باحتوائه على عدد من مواطن الاستيطان البشري على مر العصور والتي تدل عليها أهميته التاريخية كموطن للعديد من الحضارات التي يأتي في مقدمتها حضارة دولة كنده المعروفة في التاريخ قبل ميلاد المسيح عليه السلام بأكثر من 300 عام وما بعدها أبان ظهور الإسلام وحتى العصور المتوسطة وصولا إلى الدولة السعودية في أدوارها السابقة ولا يُستغرب وجود مثل هذه الحضارات السابقة خاصة إذا ما علمنا أن وادي الدواسر كان نهرا جاريا أو أشبه بالنهر كما ذكر ( بطليموس ) ومن بعده
 ( مورتس ) ولقد خلفت تلك الحضارات مواطن آثارية طمرت الرمال شمال وجنوب الوادي الكثير من كنوزها التاريخية وثقافات الأمم التي عاشت بها كما أدى الزحف العمراني والزراعي إلى اختفاء معالم الكثير منها كل ذلك أمام مرأى الجهات الحكومية ذات الاختصاص والتي يأتي في مقدمتها هيئة الآثار والمتاحف التي اكتفت بمسح لآثار الوادي قبل أكثر من أربع وعشرين عاما والذي أثبت كما ذكر عدد من الكتاب وجود عشرات من المواقع الآثارية جزموا أن كل واحدة منها يمثل بلدة ووجدت فيها آثار على ظهور الإسلام كما أشارت المصادر نفسها أنه بالنسبة للعصور الحجرية فإنه يوجد العشرات منها في الأماكن الجبلية وعلى مصاطب الوادي نفسه وعلى حواف البحيرات والتي يعتقد أنها تعود إلى الفترة المطيرة الواقعة بين 9000 و5000 عام قبل الوقت الحاضر .. 
وحقيقة أن وادي الدواسر يحتوي على الكثير من الآثار التي يظهر جزء منها على الأرض كالقصور والحصون الأثرية التي جار عليها الزمن والبعض الآخر ما يزال مدفوناً تحت باطنها و لم يكشف عنها وعن ما تخفيه من تراث عريق ومازاد الطين بله كما يقال فقد تم حفظ كثير من الآثار المستخرجه من قرية الفاو 
في متحف جامعة الملك سعود بأمر فرضي من هيئة الآثار والمتاحف بينما الموقع الطبيعي لحفظ هذه الآثار هو في متحف أثري يقع بجوار المنطقة الأثرية أو في وسط المحافظة أسوة ببعض مناطق مملكتنا الحبيبة . 
ولا يخفى على الجميع أهمية مثل هذه المتاحف للاستفادة منها في مستقبل سياحة المحافظة ..
حدث التقت برئيس وحدة الآثار والمتاحف بإدارة التربية والتعليم بمحافظة وادي الدواسر وتحدثت معه بشأن هذه الأثار التي لانرى فيها أي اهتمام من قبل أي جهة كانت سواء السياحة او التربية ذكر بأن هذه الآثار عمر بعضها مئات السنين وقد وقف عليها عدد من المسئولين وفي مقدمتهم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الأمين العام للهيئة العليا للسياحة وعدد من المسئولين والمؤرخين والمهمتمين بالآثار في المملكة وكذلك عدد من السياح الأجانب الذي قال أحدهم حينما رأى قريه الفاو الهذه الدرجة لاتهتمون بآثاركم ؟
مشيرا الى أن هناك مراسلات مع المراسلين بهذا الخصوص ونتمنى ان تسفر هذه المراسلات في القريب العاجل عن تحرك للحفاظ على هذه الآثار التي لاتقدر بثمن حدث قامت بزيارة لعدد من الآثار الموجود في المحافظة وتحدثت مع الأستاذ المسفر رئيس قسم وحدة الآثار والمتاحف بالمحافظة لكي تعرض جزء من هذا الكنز المهدور الذي لم تعرف قيمته حتى الآن كما يبدوا ولعل ابرز مانبدأ به هو 



أولاً : قرية الفاو الأثرية :- 

تبعد قرية الفاو الأثرية والتي كانت تُسمى عند البادية " قرية " عن مركز وادي الدواسر حوالي 100 كيلومتراً تقريباً من الجهة الجنوبية الشرقية وبالتحديد في المنطقة التي يتداخل ويتقاطع فيها وادي الدواسر مع جبال طويق عند فوهة مجرى قناة تُسمى " الفاو " والتي استمدت القرية اسمها الحديث منها تعريفاً وتمييزاً لها عن باقي القرى المجاورة لها ، وتشرف قرية على الحافة الشمالية الغربية للربع الخالي فهي بذلك تقع على الطريق التجاري الذي يربط جنوب الجزيرة العربية وشمالها الشرقي حيث كانت تبدأ القوافل من مملكة سبأ ومعين وقتبان وحضرموت وحمير متجهة إلى نجران ومنها إلى قرية ومنها إلى الأفلاج فاليمامة ثم تتجه شرقاً إلى الخليج وشمالاً إلى وادي الرافدين وبلاد الشام . تُحدثنا قرية الفاو عن تلك الحضارة العريقة لمملكة " كندة " وامرئ القيس وملك قحطان وكيف كانت بيوتهم وأسواقهم ومتاجرهم وملابسهم وأطعمتهم وآنيتهم ووسائل زينتهم ونظام أمنهم ودفاعهم عن حصونهم وأبراجهم وعن ثقافتهم وأنشطتهم الاقتصادية والاجتماعية التي تسجلها معابدهم القديمة ، والتي تعود إلى ما قبل ميلاد المسيح ( بثلاثمائة عام أو يزيد .وقد بدأت الأنظار تتجه نحو " قرية الفاو " كموقع أثري منذ عام 1940م حين نبه له أحد موظفي شركة أرامكو ، ثم تلا ذلك رحلات واستطلاعات علمية قام بها " عبد الله فلبي " وبعض علماء الآثار الأجانب .. فما كتبوه عنها كان النواة الأولى بيد جامعة الملك سعود بالرياض لتبرزها في " قرية الفاو " عام 1971م وتورق لنا هذه الشجرة الحضارية التي أصبحنا نتظلل تحت أفيائها حيث كانت حصيلة مجهود علماء جامعة الملك سعود والآن فيما بذلوه لإنماء تلك الشجرة العريقة و لقد تردد على الآذان أن مشروع التنقيب التي تقوم به جامعة الملك سعود سيتوقف مما سيكون له المردود السيء جدا على مستقبل هذه القرية كموقع أثري هام .


ثانياُ : قرية الجو الأثرية 

وتقع شمال الفرعة بحوالي كيلين تقريباً وقد وجد بها عام 1360هـ آثار " كف آدمي " به حلي لونه أصفر ،كما عثر على " نواء أسود " و " أديم شاة " .والمنطقة عبارة عن عدد من التلال المتقاربة ويظهر على سطحها الخارجي قطع فخارية وآثار للعظام وأحجار متعددة الأشكال والألوان و تعرف المنطقة لدى أهالي المحافظة باسم ( الملقطه ) .
وقد قامت وزارة التربية والتعليم بوضع سياج حديدي على هذه القرية كواحدة من المناطق الأثرية بالمحافظة إلا أنه لم يتم التنقيب أو الكشف عن ما تخفيه من تراث عريق .

ثالثاً : قصر الملك عبدالعزيز التاريخي 

يعتبر قصر الملك عبد العزيز وهو ما يُعرف بقصر الإمارة أو قصر الحكومة من أهم المعالم التقليدية في وادي الدواسر ويتكون من خمسة أجزاء هي مسكن العائلة ومنطقة الإمارة ومنطقة الضيافة ومنطقة الماشية ومنطقة الخدمات التي تتوسط الأجزاء الأربعة الأخرى وتشكل المساحات والغرف الخاصة بالضيوف نسبة كبيرة من المساحة الكلية ، وتبلغ مساحة حدود المجمع 5220م2 .
وبداية إنشاءه كانت عندما أرسل الملك عبد العزيز - يرحمه الله - مندوبا له يسمى (جاسر) عام 1329هـ طالبا من وكيل الحكومة بالوادي آنذاك الشيخ/ محمد بن سعد بن ضرمان يرحمه الله ببناء القصر ليكون مقراً للحاكم الإداري في وادي الدواسر ، وهو أحد القصور التاريخية التي تزخر بعبق التاريخ المجيد وقد بُني على مساحة 1522 متراً مربعاً وبقي صامداً أعواماً عديدة إلا أن الزمن جار عليه فتهدمت أجزاء كبيرة منه ووقع بعض جدرانه وأسواره المحيطة به وأبراجه الشاهقة ، حتى أصبح حطاماً دون معرفة واضحة لبعض معالمه التاريخية ويرى بعض المهتمين بالآثار أنه يمكن تحويله إلى متحف أثري للمحافظة وذلك لاشتماله على الكثير من المقومات التاريخية والمساحة الشاسعة .

رابعاً : قصر ربيع .

ويقع هذا القصر في المعتلا في منتصف وادي الدواسر وتبلغ مساحته الإجمالية حوالي 1600 م2 ويعود تاريخ هذا القصر إلى حكم الدولة السعودية الأولى وينسب إلى الداعية المعروف ربيّع بن زيد المخاريم القائم على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في عهده ويتكون القصر من السكن الخاص والضيافة وفي زواياه الأربع أبراج تتكون من دورين بالإضافة إلى بدروم سفلي كان يستخدم مستودعاً للسلاح والمؤونة وفي جزأه الجنوبي يوجد إسطبل للخيل أما مسجد الشيخ فكان يوجد خارج القصر في جهته الشرقية الشمالية وهو الذي انطلقت منه الدعوة وكان الشيخ يعّلم فيه طلابه .

خامساً : قصر بهجة .

ويقع في اللدام وعلى مساحة قدرت بحوالي 11500 م2 وهنا روايتان الأولى تقول أنه بني ليكون مقرا للحامية التركي ويدعى ( بهجت ) والرواية الثاني أنه نسبة إلى بئر تسمى (بهجه) وهو النطق الصحيح لهذا القصر وهنا تشير الرواية إلى أنه بني في عصر الإمام فيصل بن تركي آل سعود والذي بناه ليكون مقرا لمنصوبه آنذاك ويتكون من سور عرضه يتجاوز 50 سم في بعض المواقع وتتربع في زواياه 4 أبراج مرتفعة كما يوجد بداخله قسم للسكن وآخر للحكم الإداري وكذلك بئر للمياه ومسجد يقع على الشارع ليخدم القصر والمارة ولقربه من سوق اللدام فقد سيء استخدامه وبقيت بئره تمثل خطرا كبيرا على الأطفال والمارة ولم يلق من المسئولين أدنى اهتمام .

سادساً : الخويري 

وهو حصن ركامي من الطين جيد التخمير مرصوص بشكل دائري ومتماسك بشكل متين أمام العوامل البيئية والبشرية و يقارب ارتفاعه 20 مترا تقريبا ويقع شمال شرق جامع نزوى بمسافة 200 مترا وقد تضاربت الآراء في تاريخه واستخدامه إلا أنه من الواضح أنه كان مقر قيادة حامية عسكرية ويوجد به درج داخلي حلزوني وبئر بارتفاع السطح من الوسط .وقيل أن تاريخ هذا الحصن يعود إلى ما قبل القرن التاسع الهجري وسمي الآن بالخويري نسبة إلى الخوران من الدواسر .

سابعاً : اطلال وحصون كمدة 

وتحوي المنطقة السكنية التي تزيد مساحتها عن 20000م2 يتوسط جزئها الشمالي الجامع وبئر السقيا وحوض الماء ويحيط بها سور تهدم الكثير من أجزائه وفي زواياه أربعة أبراج وهي المتعارف عليها للمراقبة وقد بقي منها صامدا برج الحاطة في الزاوية الجنوبية الغربية وبه فتحات المزاغير والمعروفة للحماية والرماية. وتوجد بالقرب من هذه المنطقة أطلال قصور متناثرة طمرت بين أشجار الأثل الكبيرة التي تدل على أحقاب أزمنة متعاقبة تعود لأكثر من 500 عام وقد أثرت فيها عوامل التعرية وطمرتها الرمال ومن هذه الحصون حصون أم الريعان وتقع جنوب غرب المنطقة السكنية وحصون أم القردان وتقع غرب منها كما أضفى الموقع الإستراتيجي لها كهمزة وصل بين وادي الدواسر والسليل ووجود المناطق الرعوية المحيطة بها أهمية كبرى لنشوء مثل تلك الحضارات الغابرة وكانت تسمى قديما ( بالوسيطا ) .

ثامناً : قصر سلام 

وهو أحد القصور القديمة بوادي الدواسر ويقع شرق الشرافاء في منطقة ( اللغيف ) ويتميز بضخامة المبنى من حيث الارتفاع وعرض الجدران والحصون ذات الطرز المعمارية الفريدة والمختلفة عن بقية الحصون بالمحافظة وقد ظهر ذلك جليا من خلال الأقواس الكبيرة في جزءوه الجنوبي وبجوار تلك الحصون آثار متناثرة لمباني مطمورة وقد أشار عدد من الآثاريين الذين زاروا المحافظة في أواخر شهر ربيع الأول من هذا العام 1424هـ إلى أن هذا القصر يعتبر من أقدم القصور الآثارية حيث أرجحوا أن فترة بناءه تعود إلى القرن السادس الهجري 

تاسعاً : قصر أبو طوق 

ويقع في اللدام الشمالي وقد بناه ( مراد ) زعيم الحامية التركي وهو عبارة عن قلعة مربعة طول ضلعها حوالي 110 أمتار في كل زاوية من زوايه الأربع برج مكون من دورين طول ضلع قاعدته المربعة 6أمتار تقريبا وارتفاعه 12 مترا ويربط الأبراج سور عرضه قرابة المترين وارتفاعه ستة أمتار تقريبا ويطوق بالقلعة من الخارج خندق يصل إلى الماء بعمق 8 أمتار وعرضه 3 أمتار تقريبا ويحيط بكل ذلك سور ارتفاعه 3 أمتار وهو أضعف من الأول وفيه أشبه ما يكون بالمحاريب وفي جهة القلعة من الغرب بوابة واحدة يتم الدخول من خلالها بعد عبور الخندق بواسطة السقالة وبداخل القلعة غرف للحكم والسكن وبئر للماء وإسطبل للخيل وفي جزء منه مقابر للحامية ولم يبق منه الآن سوى أجزاء بسيطة من سوره .

عاشراً : قصر الحصين 

ويقع في اللدام الشمالي ويعود تاريخه إلى الدولة السعودية الثانية وقد بناه إبراهيم الحصين وتبلغ مساحته التقريبية 592م2 (9) وهو عبارة عن قلعة بها برجين في جهتها الشمالية والجنوبية وبداخلها بئر ومسجد وغرف للسكن ولم يكن بأحسن حالا من سابقه نتيجة الزحف العمراني والذي نتمنى أن لا يمتد إلى ما تبقى من المواقع الآثارية الأخرى .

الحادي عشر : الكتابات والنقوش
في جبال بني سبامة :
عثرت وحدة الآثار والمتاحف في إدارة التعليم بمحافظة وادي الدواسر على عدد من المواقع الأثرية القديمة التي تقع غرب محافظة وادي الدواسر في جبال بني 
سنامه عند خط طول 20,15,993 ش ودائرة عرض 044,18,501 غ والتي تشتمل على كتابات ونقوش قديمة تعود إلى ما قبل 1400 عام وتشمل على نقوش من البيئة المحيطة التي تتوفر في هذه المناطق الرعوية مثل صور للجمال والنعام والأغنام والحيوانات المفترسة وطريقة صيد الحيوانات بالرمح كما تشمل النقوش على كتابات بالخط الكوفي والمسند الجنوبي .



صور من آثار وادي الدواسر

منظر عام لقرية الفاو الأثرية







صورة لسوق قرية الفاو





أحد القصور الأثرية بوادي الدواسر





مدينه أثريه شمال محافظة وادي الدواسر





قصر الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه بمحافظة وادي الدواسر





معبد أثري يعود لأحد العصور القديمه في محافظة وادي الدواسر





أحد مواقع النقوش الأثريه جنوب محافظة وادي الدواسر


1 التعليقات:

laddieaalbers يقول...

raft titanium | Titanium Art - Tioga Springs
Titanium Art, a 1xbet korean design based on the hypoallergenic titanium earrings traditional stone art found in columbia titanium jacket the limestone environment in the titanium engagement rings for her foothills of the solo titanium razor Colorado Rockies.

إرسال تعليق